اسمها الحرية
“اسمها الحرية”
تتراقص في دلال
في غنج لئيم
تستدعيني إلى دواخلي المسبية
هناك…
حيث يفقد الزمن معناه
حيث ترقد غير آبهة الارواح
تتراقص من جديد
تلك الكلمة الصامدة
في مشهد مريب
وتتبعثر أمامي .
ارتبها
تصرخ ، تثور ، تجذبني
حيث ذهني البعيد
القابع في ظلمات النسيان
العميق ..ذو الشظايا و الاشلاء
المنسي
هناك في العثمة
عند عتبة بداية النهاية
تلك الكلمة الثقيلة
تقطعني
تمزقني
تعيد ترقيعي
تسائلني في صمت
أنا ذاك الأخرس الأبدي
المنسي في ذاك الحيز
الشاسع الذي يضيق
تحت ركام الحروف
تحت انقاض التاريخ.
أنا
ذاك المسكين الصامت
الغرق في بؤسي
المعتقل في عدمي
تسائلني تلك الشقية
المتمردة القوية
ادخل عندها في هلع
إلى ذاك الهناك البعيد
في فجوة راسب
العامر بسرب الجماجم المنحوثة
هناك…في الحيز الذي يتسع
أجدهم
يسكنون رأسي المخلوع
وأنا ..ادخله ..خوفا
في جمعهم..أجدهم
هي معهم ..هي دائما
تلك الكلمة الشقية
الماردة المستعصية..
آخذ لي مكانا
أجلس على أريكة
مهملة في رأسي
لعلي لن أبصر في هذا الزحام
لكنها ، رغم تسللي،
تجذني ، تحاسبني ،
الصمت الرهيب ، يطوقني
عيونهم تمزقني .
يصدح صوت يزعزعني:
أنا صورتك المنسي على الرمل
أنا شتات الجثت المرمية على النفق
أنا اسمك المنقوش تحت الاقواس
أنا وليمة المالح
أنا….
أنا أنت و أنت نحن
كلنا ذاك الذي كنته و تكونه
خفقان قلبي يتسارع
وأنا أدخل سجن رأسي
واهما في هروب فاشل
من كل مساءلة لئيمة
جاءت تعذبني من وراء الجدران
جدران الزنزانة.
أنا ماسة النخيل العطشى
في البلدة تلم
القابعة في حفر التاريخ
أنا أنشودة الصحراء
أنا السراب..الهائم على وجه اليتيم
أنا ترنيمة الشهداء
أنا منفى اللاجئين و أرث الثوار
عدت إلى بعضي
أبحث فيه عني وعن المخرج
صادفتني غجرية تائهة في داخلي
نقشوا على جبينها رفاة الأيام
همست لي بصوت يشبه السحر
تفوح منه رائحة الجثامين
قالت : أنا الأرض نضب فيضها
انا الورد المركون على ضفاف العهد
انا انت وانت انا و ما دونك ابغي
ويحي !!!
كيف لي الهروب من المساءلة
كيف اخرجني من رأسي المتزاحم
كيف أجمع حروفا تناثرت من عقد الكلام
كيف أخرج الى عوالم أرحب
استجديها تلك الحالمة
جدي لي مخرجا
الدمار في رأسي هدني
كأنه مخلفات حرب
يضيق بي ، يوجعني
أخرجيني …أرجوك.. من دوامة تفكيري
دعتني ..بل جذبتني
سرت خلفها
كالطفل
كالضمآن كربان فقد الخريطة
و ضيع المنآى
كهارب من مشنقة القصاص
هرولت ..جريت
خرج نصفي من رأسي
وعلق النصف الآخر
خلف الأسوار .